فيروس كورونا – الإرجاع الطبي بالتنبيب

وقت القراءة 4 دقائق

إذا كان المريض مصابًا بفيروس كورونا ولديه أعراض خطيرة، فغالبًا ما يحتاج إلى مساعدة إضافية في التنفس. حيث يتسبب هذا المرض في ضعف رئة المريض مما يجعلها غير قوية بما يكفي لتزويد الجسم بالأكسجين الكافي بمفردها. ولهذا يُفضل الإجراءات غير الغازية لزيادة إمداد الأكسجين والتي يتلقى خلالها المريض أكسجين إضافي من خلال قناع التنفس. ولكن إذا لم يكن هذا كافيًا، فيجب أن يتم تنبيب المريض. لكن ما هو التنبيب بالضبط؟ وكيف يؤثر على رحلة الإرجاع الطبي لمريض فيروس كورونا؟

كيف يتم التنبيب؟

التنبيب الرغامي أو التنبيب هو إدخال أنبوب في حلق المريض والقصبة الهوائية على أن يكون هذا الأنبوب المجوف مستقر بدرجة كافية لإبقاء الجهاز التنفسي مفتوحًا وفي نفس الوقت يمنع دخول المواد الغريبة مثل اللعاب إلى الرئتين. وهنا يمكن توصيل جهاز التنفس الصناعي بالطرف الخارجي للأنبوب لضخ الأكسجين إلى الرئتين.

يوضع المريض في غيبوبة اصطناعية أثناء التنبيب. وفقًا لذلك، لا يكون المريض على دراية بأي جانب من جوانب التنبيب حيث تتوقف عضلات الجهاز التنفسي عن العمل بسبب تأمين إمداد الأكسجين.

ومن مميزات التنبيب: يمكن ضخ كميات أكبر من الأكسجين مباشرة إلى الرئتين لفترة أطول من الوقت. نظرًا لأن إمداد المريض بالأكسجين لم يعد معتمدًا على قدرته على التنفس بمفرده، يتم ضمان إمداد الأكسجين بصورة ثابته. ومع ذلك، فإن التنبيب له أيضًا عيوب: فهو إجراء غازي وبالتالي يمكن أن يكون عبئاً محتملاً على الجسم.

رحلات الإسعاف الجوي والتنبيب خلال كوفيد-١٩

إذا احتاج مريض فيروس كورونا إلى النقل على متن طائرة إسعاف، فإن التنبيب لا يمثل عائقاً حيث أن التجهيزات الطبية على متن الطائرة تسمح بالنقل والتنفس المستمر للمرضى الخاضعين للتنبيب طالما أن حالتهم الصحية تسمح لهم بالطيران.

في الواقع، يحتاج بعض المرضى القادرين على التعامل مع التنفس الصناعي بالطرق غير الغازية في المستشفى إلى التنبيب خلال رحلة الإسعاف الجوي. سيتم شرح هذه العملية بالتفصيل كما يلي:

لماذا يحتاج بعض المرضى إلى التنبيب أثناء رحلات الإسعاف الجوي؟

الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-١٩ يمكن أن تضعف الرئتين لدرجة يصبح فيها التنفس الصناعي أمراً ضرورياً حتى في الظروف العادية على الأرض. وبسبب عامل الارتفاع عن سطح الأرض أثناء رحلة الإسعاف الجوي، يصبح الهواء داخل مقصورة الطائرة أقل أكسجة مما يعني قلة نسبة الاكسجين. الأمر الذي يتطلب ضرورة تزويد الرئتين الضعيفتين بمزيد من الأكسجين حيث لم يعد من الممكن ضمان ذلك باستخدام طرق غير غازية بعد الوصول لنقطة معينة.

كما أنه من الأفضل عدم إجراء التنبيب أثناء الرحلة نظرًا لأنه إجراء معقد نسبيًا – لا سيما مع مرضى فيروس كورونا المعدي. من المؤكد أن هناك إمكانية للقيام بذلك على متن الطائرة وبالأخص في حالات الطوارئ حيث يمكن تنبيب المريض على متن طائرة الإسعاف الجوي. لكن مثل هذه الحالات الطارئة يجب تجنبها بأي ثمن. لذلك لا يعتبر "الانتظار والمغامرة" خياراً مطروحاً حتى وإن كانت الإجراءات غير الغازية كافية.

متى يحتاج المريض إلى التنبيب أثناء رحلة الإسعاف الجوي؟

لحسن الحظ، التنبيب للمريض يعد ضروري فقط في الحالات الخطرة من الإصابة بفيروس كورونا. لكن لسوء الحظ، لا توجد قيمة أو مؤشر واحد يمكن للطبيب أن يعتمد عليه لتقييم الحاجة إلى التنبيب بدقة. بدلاً من ذلك، يجب أن تؤخذ الحالة الصحية العامة للمريض في الاعتبار عند اتخاذ القرار. ومع ذلك يمكن القول إن المرضى الذين يحتاجون إلى التنبيب أثناء رحلة الإسعاف الجوي، يتم تزويدهم بالفعل بكميات كبيرة من الأكسجين في المستشفى قبل الرحلة.

بدائل الإرجاع الطبي باستخدام التنبيب خلال كوفيد-١٩

غالبًا ما تُقابل فكرة التنبيب بالشكوك والمخاوف من أقارب المريض وغالبًا ما يتم رفضها – خاصةً في حالة تطبيقها بهدف تنفيذ رحلة إسعاف جوي وكان المريض يتعامل طبيعي بدونها وهو على الأرض (أي في المستشفى) في ذلك التوقيت. وبدون التنبيب وعلى الرغم من اعتبار المريض غير لائقًا للطيران، فإن رحلة نقله عبر الإسعاف الجوي تصبح غير ممكنة. السؤال الآن – هل هناك بدائل في مثل هذه الحالات؟ لسوء الحظ، ترتبط جميع الخيارات الأخرى بعيوب كبيرة وبالتالي نادرًا ما يتم النظر فيها.

  • السفر من خلال سيارة إسعاف أرضية يوفر على المريض التعامل مع الهواء المستنفد للأكسجين في الطائرة. إلا أن هذا الأمر مرتبط بمشاكل أخرى حيث تعتبر الرحلة الطويلة في سيارة إسعاف أكثر إرهاقًا على المريض وبالتالي يتم استبعادها في كثير من الحالات لهذا السبب. بالإضافة إلى ذلك وعلى الرغم من المساحة المحدودة على متن الطائرة، يجب أن تكون سيارة الإسعاف قادرة على حمل ما يكفي من الأكسجين طوال مدة الرحلة – بما في ذلك اكسجين احتياطي بحيث يكون الطاقم مستعدًا للتأخيرات غير المتوقعة مثل الاختناقات المرورية. وفقًا لذلك، لا يمكن نقل المريض بواسطة سيارة الإسعاف إلا لمسافات قصيرة جدًا.
  • لا يسمح لمروحيات الإسعاف بالطيران على نفس مستوي الطائرات العادية، مما يعني أن الهواء الموجود على متنها يحتوي على المزيد من الأكسجين. لكن مدى المروحية أقصر بكثير، مما يعني أن هليكوبتر الاسعاف يجب أن تهبط بشكل متكرر للتزود بالوقود. بالإضافة إلى ذلك، هناك مساحة صغيرة في المروحية لاستيعاب أنابيب أكسجين إضافية، لذلك لا ينصح في كثير من الأحيان باللجوء إلى هذه الوسيلة.
  • الانتظار له أيضا عيوب. بطبيعة الحال يمكن للمريض البقاء في المستشفى من أجل تلقي العلاج، على أمل أن تتحسن حالته بما يكفي ليصبح قادرًا على السفر من خلال رحلة إسعاف جوي دون الحاجة إلى التنبيب في وقت لاحق. ومع ذلك، فإن سبب الإعادة الطبية إلى الوطن لمريض فيروس كورونا عادة ما يكون بسبب عدم الرضا عن العلاج الطبي الحالي للمريض. ووفقًا لذلك، فإن فكرة حدوث تحسن كبير في حالة المريض في هذه الحالة تبدو غير مرجحة. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر في تفاقم عدوى فيروس كورونا ليصبح المريض غير قادر على السفر حتى مع التنبيب.

الخلاصة

دائمًا ما يكون قرار التنبيب أو عدمه على عاتق المريض وأقاربه. وتبقي المخاوف في هذه الحالة مفهومة تمامًا. ومع ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا أن الطبيب المختص لا ينصح بالتنبيب إلا إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر. ولسوء الحظ، قد يكون من الضروري الموازنة بين الرغبة في الإرجاع الطبي لمريض فيروس كورونا إلى الوطن وبين الرغبة في الاعتماد فقط على التنفس من خلال الطرق غير الغازية. في معظم الحالات، لا يوجد بديل واقعي للسفر على متن طائرات الإسعاف الجوي.

اتصل بنا الآن

نحن جهة اتصالك الموثوق بها في عمليات الإعادة الطبية لمرضى فيروس كورونا. وعندما تسمح الحالة الصحية من وجهة نظر طبية، فإننا نعتمد بطبيعة الحال على طرق التنفس الصناعي غير الغازية. يمكنكم الاتصال بنا على مدار ٢٤ ساعة طوال أيام الأسبوع.

تواصل معنا الآن